ROMA SINGER ..::العضو الذهبى::..
عدد الرسائل : 3430 العمر : 32 المكان : فوق السحااااب الوظيفة : طالبه المزاج : nice نقاط التميز : 7 النادى : نقاط : 58590 تاريخ التسجيل : 05/12/2008
| موضوع: البخل العاطفي الجمعة 26 يونيو 2009, 2:12 pm | |
| البخل العاطفي
يحكي أن احد البخلاء ذهب إلى المدينة لبيع غلته من الشعير وعندما أتم الصفقة قصد مكتب التلغراف وكتب لزوجته البرقية التالية
((بعت الشعير بربح ...سأعود غدا.... أشوقي الحارة))
وفي اللحظة ألتي أراد فيها أن يسلم البرقية قال في نفسه
لماذا أكتب كلمت ((بعت )) ؟أن زوجتي تعرف جيدا أنني جئت المدنية لأبيع الشعير ...ومحا الكلمة! تم فكر في نفسه وقال :
لماذا أكتب ((بربح ))؟ أن زوجتي تعرف جيدا أنني لن أبيع شعيري من غير ربح...ومحا الكلمة ثم أيضا فكر وقال:
ولماذا أكتب (( أعود غدا))؟ أنها تعرف أني عائد غدا ومحا الكلمة ! وأخير قال:
ولماذا (( أشوقي الحارة)) واليوم ليس يوم ذكرى ميلادها ..وليس يوم ذكرى زواجنا...وشطب العبارة ّوهكذا
عاد مسرورا دون أن يرسل البرقية..!
طرفة جميلة وأجمل ما فيها قوة الحجة في تعليل التصرفات وتبريرها لتتناسب مع المصالح والتوجهات الخاصة
لقد أستطاع هذا البخيل أن يستخدم ذكاءه وفطنته أفضل استخدام لإقناع نفسه وإقناعنا معه بعدم ضرورة إرسال البرقية.. وكأن المسألة ليست بخلا ماديا . أنما احترام لذكاء زوجته التي لابد أن تعرف هذه الأمور البديهية عن البيع والربح وموعد العودة ..!
تصرف سليم ومقنع خصوصا في هذه الأوضاع الاقتصادية التي تفرض على الفرد الوعي في ترشيد النفقات وتقليل المصروفات..
فقد ولى زمن الكرم الحاتمي ...وزمن معن بن زائدة
ذاك الكريم الذي قال عنه المتنبي:
تعود بسط الكف حتى لو أنه طواها لقبض لم تطعه أنامله تراه إذ ما جئته متهللا كأنك تعطيه الذي أنت سائله
اليوم أصبح الفرد بعد ويحسب ويضرب ويقسم ألف مره قبل أن يمد يده إلى جيبه فمبدأ ((صرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب )) مرفوض والمبدأ السائد الآن (( وفر قرشك الأبيض ليومك الأسود))
على كل حال ما نريد أن نتوقف عنده في هذه الطرفة ليس البخل المادي.بل البخل العاطفي فتعليل الرجل لعدم إرساله أشواقه الحارة لزوجته يجعلنا نتساءل: منذ متي كان للأشواق مناسبة محددة ,ومواعيد نكبل أنفسنا بها؟ هل الربح المادي من البيع والشراء بالنسبة إلى المرأة يوازي في أهميته الربح العاطفي من الحب والاحترام
كيف تصبح المرأة للرجل واحة خصيبة مليئة بأشجار وارفة الدفء والعطاء ..وهو لا يهمني فوق مشاعرها مابين الحين والحين أمطار الأشواق والحنين والعطف والاهتمام والمفاجآت الصغيرة السارة؟
ما لجهد الذي يقدمه الرجل؟ وما لخسارة التي ستصيبه حين يتكرم ويتعطف على امرأته بنظرة حانية أو لمسة دافئة أو كلمة طيبة؟
هل يدرك الرجل أن عنف المرأة وغضبها وعصبيتها .. كل هذه التصرفات التي تثير أعصابه وتغضبه منها هي نتيجة حتمية لإهمال أحاسيسها وردة فعل للامبالاة التي يتعامل بها مع احتياجاتها العاطفية ؟ أن يعلن الرجل عن حبة للمرأة ويشعرها من خلال كلماته و سلوكه باهتمامه ورعايته لها هذا لا يعني أنها ستتملكه أو تستغل بوحه لتستبد به .. ولكن هذا البوح سيشعرها بالأمان والاستقرار سيجعلها تتصرف بثقة أكبر فيه وبنفسها وتتعامل معه باتزان أكثر
فلا تراقبه بنضرات الشك والريبة ولا تتحدث معه بعبارات مكهربة بالقلق والتوجس والغيرة أنما تغدق عليه من الاهتمام والحب والحنان مالا رأته عين ولا سمعته إذن لقد قرأت أروع نصيحة ووجها عالم مشهور لشاب في ليلة زواجه قال فيها:
(( أن كل امرأة تحب أن يقال لها أنك تحبها , لا في شهر العسل فقط , بل على مدار السنين وكل يوم والمرأة لا تمل تكرار هذه الجملة لها .. وما دمت تخبرها وتروي لها بوسائل مختلفة انك تحبها فلاشيء في هذه الدنيا بعد ذلك يعنيها : لا مرض , ولا تعب, ولا آلام الوضع , ولا خصام الأصدقاء, ولا تأخرك خارج البيت , ولا الفواتير والأقساط التي تدفعها , ولا ثياب العام الماضي التي أصلحت لتلبس مرة أخرى , ولا كبر سنها وظهور التجاعيد على وجهها .. أن أكبر خطأ ترتكبه في حياتك , أن تجعلها تسألك دائما: هل تحبها ؟ ثم تجيبها كالعادة وبلا تفكير " طبعاً أحبك". فاعلم عند هذا انك انتهيت من حياتها )) !
أن الإغداق العاطفي والتدفق الفكري من الرجل هو ابسط الأساليب وأسهلها وأقواها في السيطرة على قلب المرأة وفكرها والهيمنة على أحاسيسها وانفعالاتها .
ولنتأمل تعبير فكتور هوقو حين وقع بصره على حسناء شبكت على صدرها باقة من الزهور الطبيعية , ولاحظت الحسناء ذلك فتوردت وجنتاها خجلاً وقالت بحياء عذري: أنه يوم ميلادي . فأجابها الكاتب الكبير: كلا يا سيدتي , انه يوم باقة الزهر ؟ انظروا لهذا الأسلوب الرائع في التعامل مع المرأة ودغدغة عواطفها بالثناء والمديح الراقي . لكن للأسف معظم الرجال ورغم كل ما حققوه من علم وثقافة ووعي لا زال (سي السيد) يسكن تحت جلدهم , يستعبد أفكارهم وعواطفهم .. ويكبلهم بأصفاد العناد والمكابرة والخجل والرفض لمبدأ البوح . فلا يقول الواحد منهم كلمة حب أو ثناء أو حنان إلا بطلوع الروح ! بعد ألف محاضرة وترج وتوسل من المرأة ..
وهل تسول كلمة يتيمة من قاموس الحب تغني أو يسمن من الجوع العاطفي ؟ أمام هذا الموقف المتصعب المتشدد المستخف باحتياجات عواطف المرأة نراها مجبرة على أن تتصدى لهذا الطغيان الذكور العاطفي – الصائم الكلمة عن الحنونة الشاعرية – فتلغي الرجل ((كممول)) لاحتياجاتها العاطفية والفكرية , وتتعامل معه بآلية مشاعره , جاعلة إياه (بطاقة صرف آلي) لحسابها في بنك الحياة المادية والاستهلاكية . وهكذا لا يفل الحديد إلا الحديد ..!!
ونحن وقبل فوات الأوان وفي محاولة ما يمكن إنقاذه نقول : الكرم العاطفي , والبذخ الفكري المتبادل ما بين الرجل والمرأة هما صمام الأمان لعلاقتهما . أما البخل العاطفي والتجويع الفكري فما هما إلا فتيل الانفجار في هذه العلاقة .. ترى من يسمع ؟ من يفهم؟ من يعقل هذه الحقيقة؟
والعد التنازلي ينذر بانفجار قريب
شهد الكلام .
وإذا أرادك صاحب بخيانة جعل التجني والجفاء سبيلاً فترى دواعي الهجر في حركاته وكفي بذلك شاهدا ودليلاً
رشة عطر
أيها الرجل الضنين .. لأنك لا تعرف قيمة نفسك .. ضيعتها وضيعتني..! | |
|